إدارة المحتوى مقابل إدارة المعرفة

العصر الرقمي الحديث يدفعنا إلى فهم أهمية استغلال قوة المعلومات. في سياق إدارة البيانات القيمة، تظهر مصطلحات إدارة المحتوى وإدارة المعرفة بشكل متكرر. تهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على الفروق الرئيسية بينهما والطرق التي يتشابكان بها لدفع نمو الأعمال.

ما هو إدارة المحتوى؟

إدارة المحتوى، والمشار لها أحيانا بCM، هى مجموعة من العمليات التي تدعم تجميع، إدارة، ونشر المعلومات بأي شكل او وسط. في السنوات الاخيرة، إدارة المحتوى كان مرتبط بشكل كامل بالمحتوى الرقمي مثل منشورات المدونة على مختلف المواقع، ومقالات المحتوى على منصات وسائل التواصل الإجتماعي.

اذاً فماذا يعني ذلك في استخدام الحياة الحقيقية؟ إدارة المحتوى تضمن أن المحتوى الصحيح متاح للأشخاص الصحيحين في الوقت الصحيح. ذلك يتضمن إنشاء، تحرير، تنظيم، وتوصيل المحتوى بطريقة فعالة، ومؤثرة، وسهلة الأستخدام.

إدارة المحتوى يمكن أن تكون أداة قيمة لأي شخص يحتاج لإدارة كمية كبيرة من المعلومات، سواء كانت نصوص، صور، فيديوهات، او أشكال أخرى من البيانات.

ما هي إدارة المعرفة؟

إدارة المعرفة، او كما تعرف احياناً بKM، هو نهج شامل يتضمن إنشاء، مشاركة، استخدام، وادارة المعرفة في المنظمة. الأمر لا يتعلق فقط بإدارة المحتوى، ولكن أيضاً لتحسين المحتوى لتحسين الفعالية، وإنتاجية الموظفين، وأخذ القرارات.

إدارة المعرفة هي عملية تجارية أساسية للمؤسسات التي ترغب في الاستفادة القصوى من خبراتها الجماعية. ويشمل ذلك الشركات ولكنه يمتد أيضًا إلى الوكالات الحكومية والمؤسسات البحثية وغيرها من المنظمات ذات النهج المعرفي.

مقارنة بين إدارة المحتوى وإدارة المعرفة

بينما تعد إدارة المحتوى وإدارة المعرفة قد يبدو متشابهين، ولكنهم يخدموا أغراض مختلفة ويلعبوا مميزة في المنظمة. فهم كل الاختلافات الرئيسية يعد ضروري للأعمال لإدارة معلوماتهم بشكل فعال وتشجعيها على جلب النمو والإبتكار.

1. التركيز والغرض

كما ذكرنا بالفعل، مسؤولية إدارة المحتوى الرئيسية هى إنشاء، وتنظيم، ونشر المحتوى الرقمي. وهى تهدف الى تسهيل عمليات إنشاء المحتوى، وضمان الأستمرارية والوصول عبر المنصات المختلفة.

إطار عمل إدارة المعرفة، من ناحية أخرى، يركز على التقاط وتنظيم ومشاركة المعرفة داخل منظمة باستخدام برامج إدارة المعرفة وقواعد المعرفة الداخلية والخارجية.

قطع المحتوى الموجودة غالبًا في قاعدة المعرفة للشركة ومستودعات إدارة المعرفة الأخرى تحتوي على دلائل الاستخدام، سجلات لمشاكل العملاء المحلولة، ودلائل شاملة تقنية. تهدف إدارة المعرفة إلى تعزيز التعاون، وتحسين صنع القرارات، وتعزيز الابتكار من خلال الاستفادة من الخبرة الجماعية في الشركة.

2. نطاق المعلومات

إدارة المحتوى تتضمن النصوص، والصور، والفيديوهات، والميديا الأخرى، صفقات مع محتوى هيكلي وغير هيكلي. وهى تركز على إدارة المحتوى من خلال دورة الحياة، من الإنشاء، والأرشفة، باستخدام أدوات خدمة عملاء وسائل التواصل الإجتماعي.

إدارة المحتوى تشمل نطاق أوسع من المعلومات، بما فيها المعرفة الصريحة (مثل المستندات وقواعد البيانات) والمعرفة الضمنية (مثل الخبرة). وهى تهدف الى التقاط وتوزيع أنواع المعرفة للاستفادة من المنظمة ككل.

3. هيكل المعلومات

أنظمة إدارة المحتوى تنظم المحتوى بناء على التسميات المحددة مسبقاً، والتنصيفات، والعلامات. وهى تضمن أن المحتوى سهل البحث والوصول للمستخدمين.

ميزات برامج إدارة المعرفة تركز على التقاط وتنظيم المعرفة الجماعية لتعكس سياقها وعلاقاتها. إنها تستخدم تقنيات مثل الرسوم البيانية للمعرفة والأونتولوجيا والشبكات الدلالية لتيسير استرجاع المعرفة بسهولة من منصة واحدة.

4. أدوار المستخدم والمشاركات

إدارة المحتوى تتضمن أدوار مثل منشئين المحتوى، المحررون، والناشرون. كل من تلك الأدوار تشارك في أنشاء المحتوى والصيانة. فينفس الوقت، المستخدمين هم في الأساس من يستخدموا المحتوى.

على النقيض، إدارة المحتوى تظهر كل عضو من المنظمة كأصل بمعرفة يشارك بها. ذلك النهج يشجع المشاركة النشطة من كل الموظفين، بغض النظر عن أدوارهم الرئيسية. عملية إدارة المحتوى تركز على مشاركة المعرفة، التعاون، والتعلم الجماعي.

5. سير العمل والتعاون

أنظمة إدارة محتوى الشركات غالباً ما يتضمن مزايا سير العمل لتسهيل إنشار المحتوى، والمراجعة، وعمليات المواقفة. التعاون يكون مقتصر غالباً على إنشاء المحتوى والتحرير.

من الناحية الأهخرى، أنظمة إدارة المعرفة تعطي أولوية للمشاركة وتعزيز ثقافة المشاركة ونشر المعرفة. فهم يقدموا أدوات للتأليف المشترك، منتديات المناقشة، والشبكات الإجتماعية لتعزيز المشاركة النشطة.

6. تحديد السياق والصلة

عندما يتعلق الأمر بإدارة المحتوى، فهو يركز على إيصال محتوى متعلق للمستخدمين بناء على معايير محددة مسبقاً، مثل استفسارات البحث وتفضيلات المستخدم. وهى تقدم لتزويد العملاء المحتملين بتجارب مخصصة وتحسين إيصال المحتوى.

إدارة المعرفة تضمن أن المعلومات في قواعد المعرفة الداخلية ذات صلة ويمكن تطبيقها على حالات معينة. فهى تزيد من خبرات الحياة الواقعية لتقديم دلائل كيف تقوم ب ومحتوى أخر مفيد للمؤسسة كلها.

7. القيمة طويلة المدى والتعلم

إدارة المحتوى تركز بشكل رئيسي على توصيل المعلومات للمستخدمين في الحاضر. بينما يمكن أرشفة المحتوى، فقيمته طويلة المدى تكون محددة غالباً بالمرجعية التاريخية.

أنظمة إدارة المعرفة، بالرغم من ذلك، تهدف الى التقاط وحفظ معرفة الأعمال، وضمان قيمتها طويلة المدى. وهى تسهل التعلم المستمر، وتمكن الموظفين من البناء بناء على المعرفة الموجودة، وتجنب إعادة تطوير العجلة.

8. الأدوات الممكن تطبيقها

عند مناقشة إدارة المحتوى، ادوات مثل WordPress تأتي في ذهنك. حل مثل ذلك يعد اداة أدارة محتوى اساسية تسمح للمستخدمين بإنشاء وإدارة وتخزين ونشر المحتوى الى مواقع متعددة.

من ناحية أخرى، عندما يتعلق الأمر بأدوات إدارة المعرفة، يمكننا التحدث عن قاعدة المعرفة الداخلية والخارجية لـ LiveAgent أو حتى Confluence. LiveAgent هو أكثر حلاً قويًا وشاملاً، ولكن كل من هذه الأنظمة البرمجية لإدارة المعرفة تسهل التعاون الداخلي، والوثائق، وإدارة المشاريع.

أمثلة إدارة المحتوى مقابل إدارة المعرفة

لتطبيق الجزء النظري بشكل عملي، لنتحدث عن بعض الأمثلة من الحياة الواقعية لإدارة المحتوى وإدارة المحتوى يمكن أن تكون مررت بهم في من قبل.

ويكيبيديا

ويكيبيديا هو مثال أساسي لكلا إدارة المعرفة وإدارة المحتوى. وهى منصة تعاونية يشارك المستخدمون في مقالات معرفة ومحتوى على مواضيع متنوعة.

المنصة تستخدم إدارة المحتوى لتنظيم وتصنيف المقالات، مما يضمن أن المعلومات المقدمة موجودة بشكل هيكلي ويمكن الوصول له.

Adobe

Adobe تقدم برمجيات إبداعية وحلول تسويقية. يستخدمون إدارة المعرفة لتمكين التعاون بين الموظفين على نطاق عالمي، مشاركة الخبرات والتحليلات.

إدارة المحتوى أمر أساسي أيضًا لمنصات التسويق في شركة Adobe، حيث يتم إدارة وتوزيع المحتوى إلى مختلف القنوات، مضمنين رسائل متسقة وتمثيل العلامة التجارية. أدناه، يمكنك العثور على مقارنة بين إدارة المحتوى وصفحة إدارة المعرفة لديهم.

هل انت محتاج إدارة محتوى ام إدارة معرفة؟

بشكل مثالي، يجب على الأعمال المزدهرة استخدام كل منهما. في المنظر الحالي، أصبح إنشاء وتنظيم وتخزين وتقديم المعلومات نوعًا من فن الآداء. نتيجة لذلك، يستفيد معظم الشركات من وجود استراتيجية موثوقة لإدارة المحتوى وإدارة المعرفة. فيما يلي بعض الأسباب التي تفسر لماذا هذا هو الحال:

إدارة المحتوى يمكن أن تجلب لك:

• تدفق معلومات مبسط: كل من أنظمة إدارة المحتوى وأنظمة إدارة المعرفة تضمن تدفقًا سلسًا للمعلومات داخل المؤسسة. يساعد ذلك في تقليل التكرار وتحسين الكفاءة.

• تعاون محسن: تلك الأنظمة تحسن التعاون بين الموظفين عن طريق تقديم منصة للمشاركة والوصول للمعلومات بسهولة.

• إرسال 

• تحسين التكلفة:  فهم يساعدوا على تقليل تكاليف التشغيل عن طريق أتمتة مهام متعددة متعلقة بإنشاء المحتوى، والتوزيع، والتخزين.

• الامتثال التنظيمي: تساعد أنظمة إدارة المحتوى في الحفاظ على السجلات والمستندات وفقًا لمتطلبات الالتزام التنظيمي، مما يقلل من مخاطر عدم الامتثال.

• رضا العملاء: عن طريق تقديم معلومات دقيقة وبوقت صحيح، تلك الأنظمة تساعد على تحسين خدمة العملاء والرضا.

• إمكانية التوسع: كلا النظامين يمكن توسيعهم ويمكن النمو مع العمل، مما يضمن تحقيق متطلبات إدارة معلومات اشركة دائماً.

إدارة المعرفة يمكن أن تجلب لك:

• عملية إتخاذ قرار معززة: فهم يقدموا معلومات دقيقة، محدثة، وشاملة، مما يساعد على اتخاذ قرارات مستنيرة.

• بقاء المعرفة: إدارة المعرفة تساعد على الحفاظ على المعرفة القيمة للموظفين، والذي يمكن فقدناها عندما يتركوا المنظمة.

• زيادة الانتاجية: عن طريق تقديم وصول سهل للمعلومات وتقليل الوقت المبذول في البحث عن البيانات، تلك الأنظمة تزيد الانتاجية بشكل عام.

• ميزة تنافسية: إدارة المعرفة تساعد على الحصول على ميزة تنافسية عن طريق زيادة معرفة المنظمة والخبرات المجمعة.

• الإبتكار: إدارة المعرفة تعزز الأبتكار عن طريق تشجيع مشاركة الأفكار وأفضل الممارسات في المنظمة.

• إدارة المخاطر: تساعد على تحديد وإدارة المخاطر عن طريق تقديم رؤية شاملة لمعرفة ومحتوى المنظمة.

ما هى أنواع أنظمة إدارة المحتوى وإدارة المعرفة؟

اليك أنواع أنظمة إدارة المحتوى وإدارة المعرفة المختلفة:

أنظمة إدارة المحتوى:

نظام إدارة محتوى الويب (WCMS): يتم استخدام هذه الأنظمة لإدارة ونشر المحتوى على مواقع الويب. تتيح للمستخدمين إنشاء وتحرير وتنظيم ونشر المحتوى الرقمي دون الحاجة إلى الخبرة التقنية. أمثلة الأكثر استخدامًا تشملWordPress، Joomla، وDrupal

نظام إدارة محتوى المؤسسة (ECM): تم تصميم هذه الأنظمة لإدارة معلومات المؤسسة غير المهيكلة، بما في ذلك الوثائق والصور ومقاطع الفيديو والأصول الرقمية الأخرى. بعض الأمثلة تشمل SharePoint، OpenText Content Suite، وDocumentum.

نظام إدارة الوثائق (DMS): يركز هذا النوع من إدارة المحتوى بشكل خاص على إدارة الوثائق على مدى دورة حياتها. وتشمل بعض الأمثلة الملحوظة M-Files، Alfresco، وLogicalDOC.

نظام إدارة الأصول الرقمية (DAM): يتم استخدام أنظمة نظام إدارة الأصول الرقمية لتخزين وتنظيم وإدارة الأصول الرقمية مثل الصور ومقاطع الفيديو وملفات الصوت ووسائط أخرى. توفر هذه الأنظمة أدوات لإدارة البيانات الوصفية ووسم الأصول واسترجاعها بسهولة. أكثر الأنظمة شيوعًا هي Widen Collective و Bynder و Adobe Experience Manager Assets.

نظام إدارة التعلم (LMS): بينما يُستخدم في الأساس للتعلم الإلكتروني والتدريب، تدير هذه المنصات أيضًا المحتوى وتقدمه. قد تتعرف على أدوات نظام إدارة التعلم مثل Moodle وCanvas وBlackboard.

أنظمة إدارة المعرفة:

نظام إدارة معرفة المؤسسة: تركز هذه الأنظمة على جمع وتنظيم ومشاركة المعرفة داخل المؤسسة. تشمل ميزات مثل مشاركة الوثائق ودلائل الخبراء ومنتديات النقاش ومستودعات أفضل الممارسات. تشمل بعض الأمثلة الواقعية Confluence ومركز معرفة IBM Watson وBloomfir.

نظام إدارة المعرفة التعاوني: تشدد هذه الأنظمة على التعاون ومشاركة المعلومات بين أعضاء الفريق. غالباً ما تتضمن ميزات مثل الويكي، والمدونات، ولوحات النقاش، وأدوات التعاون في الوقت الحقيقي. أبرز حلول البرمجيات تشمل LiveAgent، MediaWiki، وTiki Wiki.

نظام تحديد الخبرات: تساعد أدوات إدارة المعرفة هذه المستخدمين على العثور على الخبراء داخل المؤسسة بناءً على مهاراتهم ومجالات معرفتهم وخبراتهم. تساعد في ربط الأفراد الذين يحتاجون إلى معلومات مع الذين يمتلكون الخبرة ذات الصلة. أمثلة حية على أدوات إدارة المعرفة لتحديد الخبرات تشمل Swoop وTalla وProFinda.

نظام تنسيق المحتوى: يساعد هذا النوع من أنظمة إدارة المعرفة على اختيار وتنظيم وعرض المعلومات ذات الصلة من مصادر مختلفة. إنها مفيدة بشكل خاص لإنشاء قواعد المعرفة والنشرات الإخبارية أو مكتبات الموارد. قد تعرف أنظمة تنسيق المحتوى مثل Scoop.it و Flipboard و Pearltrees.

نظام إدارة المعرفة الدلالية: تستخدم هذه الأنظمة تقنيات دلالية لالتقاط وتنظيم المعرفة بناءً على العلاقات بين المفاهيم. إنها تعزز دقة البحث وتمكن فهم السياق بشكل أفضل للمعلومات. الأمثلة الملحوظة تشمل PoolParty Semantic Suite وTopQuadrant وSynaptica.

نظام الاستدلال القائم على الحالات: هذا النوع من نظم إدارة المعرفة يخزن ويسترجع حلولاً للمشاكل أو الحالات السابقة. يساعد المستخدمين على العثور على حلول ذات صلة عن طريق مطابقة المشاكل الحالية مع الحالات المماثلة من الماضي. الأدوات التي يمكنك العثور عليها في هذا الفئة تشمل Coveo و IntraFind و Primedius.

نظام إدارة الابتكار: تشجع هذه الأنظمة على مشاركة الأفكار والتعاون والابتكار داخل المؤسسة. غالباً ما تتضمن أدوات لجمع الأفكار وتقييمها وتنفيذ الأكثر وعدًا. من الأدوات المستخدمة بشكل شائع في إدارة الابتكار: Spigit وIdeaScale وBrightidea.

تذكر أن تلك الفئات قد تتداخل، وبعض الأنظمة يمكن أن تتضمن مزايا من أنواع متعددة.

هل يمكن أن تتكامل تلك الأنظمة مع بعضها البعض؟

الأجابة ببساطة على السؤال، نعم، يمكنهم ذلك. من خلال دمج كل من النظامين، يمكنك إنشاء حلاً أكثر شمولاً وفعالية لإدارة كل من المحتوى والمعرفة داخل المؤسسة. لتحقيق مثل هذا التكامل، يجب عليك اختيار أنظمة متوافقة وتوفير واجهات برمجة التطبيقات أو وسائل أخرى للاتصال والتواصل بين النظامين.

هل تحتاج الشركات إلى نظامي إدارة المحتوى والمعرفة؟

إجابة مباشرة أخرى هي نعم. في كثير من الحالات، تجد الشركات أن دمج كل من النظم يمكن أن يعزز استراتيجية إدارة المعلومات الخاصة بهم بشكل عام. بينما يعتمد ذلك على حجم المؤسسة وطبيعة العمليات، فإن دمج إدارة المحتوى واستراتيجية إدارة المعرفة يخلق نهجًا أكثر شمولية لإدارة بيانات الشركة.